اللقاء الوطني لإعلان "سنة دراسية بدون عنف"
نظمت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني يوم الخميس فاتح دجنبر 2016، بمقر الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي، اللقاء الوطني لإعلان "سنة دراسية بدون عنف".
ويندرج هذا اللقاء في إطار الاستراتيجية المندمجة لمحاربة العنف بالوسط المدرسي التي عملت الوزارة على إعدادها وفق مقاربة تشاركية بدعم من اليونسيف ومؤسسة Clairefontaine، ومشاركة مجموعة من القطاعات الحكومية كوزارة الداخلية والدرك الملكي ووزارة الصحة والأسرة والتضامن ووزارة العدل والحريات فضلا عن المرصد الوطني لحقوق الطفل، بالإضافة إلى جمعيات أمهات وآباء وأولياء التلاميذ، ومساهمة من الأساتذة والأطر التربوية والتلميذات والتلاميذ.
وفي كلمة افتتاحية بالمناسبة أكد السيد يوسف بلقاسمي الكاتب العام لقطاع التربية الوطنية على أهمية اللقاء من أجل تعبئة كل القوى الحية للالتفاف حول المدرسة المغربية وإلى تخليق المؤسسات التعليمية ونشر ثقافة السلم، في انسجام تام مع الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، وتفعيلا للمشاريع المندمجة وخاصة المشروع المتعلق بالارتقاء بالعمل التربوي داخل المؤسسات التعليمية.
كما لم يفت السيد الكاتب العام التنويه بمستوى التعاون والدعم الذي تقدمه اليونيسيف لمشاريع إصلاح المنظومة التربوية بالمغرب، شاكرا بالمناسبة مؤسسة Clairefontaine على دعمها لاستراتيجية الوزارة لمناهضة العنف بالوسط المدرسي ومنوها بالانخراط الكبير لأطر الوزارة والأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي في إعداد هذه الاستراتيجية.
من جهتها اعتبرت السيدةRegina De Dominicis ، الممثلة الدائمة لليونيسيف بالمغرب في الكلمة التي تلتها بالمناسبة، بعد استعراضها لمعطيات إحصائية وطنيا ودوليا حول ظاهرة العنف بالوسط المدرسي، أن الظاهرة لا يشكل فيها المغرب استثناء باعتبار أنها تمس العديد من البلدان وتتحكم فيها العديد من العوامل الثقافية والاجتماعية، مجددة حرص اليونيسيف على مواصلة دعم الوزارة في مشاريعها الإصلاحية للمنظومة التربوية.
وبدورها أكدت السيدةGhyzlene NUSSE، ممثلة مؤسسةClaireFontaine ، على الدور المحوري للتعبئة والتحسيس في التصدي لظاهرة العنف بالوسط المدرسي والاستعداد الدائم للمؤسسة في دعم جهود الوزارة واليونيسيف في جهودهما من أجل مدرسة صديقة للأطفال ترسخ لقيم التسامح والسلم.
أما السيد أحمد كريمي مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين لجهة مراكش آسفي فقد أشاد بالمقاربة المعتمدة في مواجهة الظاهرة عبر دعم التقائية المبادرات والتنسيق بين كل المتدخلين والفاعلين والمكانة التي توليها الاستراتيجية لدعم القدرات والتكوين كدعامة أساسية في تجويد تدخلات التربويين والعاملين بالمؤسسات التعليمية من أجل إنجاح هذا الورش الكبير.
وفي معرض مداخلته بالمناسبة، لم يفت السيد فؤاد شفيقي مدير المناهج بالوزارة التأكيد على ضرورة إيلاء العنف الرمزي الذي يتزايد ويتخذ اشكالا متعددة أهمية قصوى لما له من تأثير سلبي في تقويض الجهود المبذولة من أجل مدرسة تربي على المواطنة.
وقد قدم السيد مبارك مزين رئيس مصلحة الأنشطة التربوية بالمديرية المكلفة بالحياة المدرسية خلال هذا اللقاء عرضا تعرض فيه بالتفصيل للخطوط العريضة للاستراتيجية المندمجة لمحاربة العنف بالوسط المدرسي والتي ترتكز على ستة محاور أساسية:
تعزيز القدرات المؤسساتية؛
تعزيز كفاءات المتدخلين؛
تحسين وتعميم نظام التكفل؛
نشر ثقافة احترام حقوق الطفل؛
الوقاية من العنف ضد الأطفال بالمؤسسات؛
دعم نظام الإعلام والتتبع.
كما تناول المحطات التي قطعتها عملية الإعداد التي تم الحرص على جعلها مقاربة تشاركية وشمولية تروم إشراك كل الفاعلين والتربويين.
وقد تم بالمناسبة تقديم الحقيبة التربوية للوقاية ومناهضة العنف ضد الأطفال بالوسط المدرسي الموجهة الى جميع الفاعلين في الوسط المدرسي والتي توضح طريقة تناول إشكالية العنف بالوسط المدرسي وأهمية احترام حقوق الطفل، وتتضمن دليلا للمساطر يحدد البنيات الخاصة بالوقاية ومحاربة العنف بالوسط المدرسي على الصعيد الوطني والجهوي والمحلي ومواصفاتها والمهام المنوطة بها.
كما تتضمن العدة التربوية دليلا خاصا ببوابة "مرصد" المعدة لتسجيل ورصد وتتبع حالات العنف بالوسط المدرسي، بالإضافة إلى اشتمالها على الدليل التربوي الخاص بتكوين المسؤولين عن خلايا الإنصات والوساطة، وعلى عدة للتحسيس والتوعية حول مضار العنف بالوسط المدرسي.
ونظرا للتحديات التي تواجهها المنظومة التربوية في علاقتها بالعنف وخاصة ذلك الذي يجد في الفضاء الرقمي والأنترنت حاضنا له، قدم السيد Shohei Kawabata ، مسؤول حماية الطفولة باليونيسيف- المغرب نبذة عن الجهود التي تقوم بها المنظمة من أجل حماية الأطفال من العنف بالفضاء الرقمي في إطار انخراطها في مبادرة WE Protect Global Alliance ، والتي تنسجم مع رؤية الوزارة في هذا المجال وتفتح آفاقا أرحب للتعاون لتطوير الترسانة القانونية والمؤسساتية والتربوية بالمغرب لمواجهة العنف الذي يعانيه الأطفال في شتى تجلياته، وخاصة الرقمي.
وفي ختام الجلسة الافتتاحية لهذا اللقاء قدمت شهادات مفعمة بالأمل والتحدي لمدير مؤسسة تعليمية وقراءات شعرية لتلاميذ ممن شاركوا في إعداد هذه الحقيبة.
عرف هذا اللقاء تنظيم ورشتين همت الأولى موضوع التعبئة والتحسيس حول العنف بالوسط المدرسي فيما همت الورشة الثانية موضوع التكوين.
وبعد نقاش مستفيض حول مختلف جوانب الظاهرة وكذا التحديات التي تضعها أمام المنظومة التربوية لبلوغ المدرسة المغربية المرسخة لقيم السلم والمواطنة، قدم المشاركون جملة من الاقتراحات العملية الكفيلة بتسريع وتيرة التدخلات، انطلاقا من رؤية استباقية ومن استحضار للبعد الحقوقي في معالجة الظاهرة، كما تم التأكيد على أهمية العمل المشترك بين كل الفاعلين من أجل توحيد الجهود لمواجهة هذه الظاهرة المركبة والمتعددة الأبعاد.
ومن بين التوصيات التي تم تقديمها:
- تحديد خارطة طريق لتفعيل عدة التكوين والتي على أساسها يتم إعداد مخططات عمل جهوية وإقليمية عبر اعتماد التكوين بالتدريج بداية من المستوى الإقليمي فالأحواض المدرسية ثم المؤسسات التعليمية؛
- إدراج تكوين الأساتذة ضمن مشاريع المؤسسات التعليمية للانفتاح على شركاء المؤسسة التعليمية ومحيطها؛
تحديد برنامج لتتبع الوقع والأثر باعتماد مؤشرات للتقييم.
- تنظيم لقاءات تواصلية مع الفاعلين وطنيا، جهويا ومحليا على مستوى جماعات الممارسات المهنية؛
- تفعيل اللجنة الوطنية؛
- تنزيل الحقيبة على جميع المستويات والتعريف بها إعلاميا مع اعتماد مشروع المؤسسة كمدخل أساسي لتبني مضامينها ؛
- تفعيل أندية المواطنة وحقوق الإنسان بإشرافها على الحملات التحسيسية بالوسط المدرسي؛
- تنظيم أنشطة و لقاءات تواصلية للتحسيس
- تحميل العدد 184 من نشرة فضاء الشركاء