تعاون مغربي إثيوبي
زار وفد من وزارة التعليم الإثيوبية، وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني، يوم 9 مارس الجاري، وذلك من أجل تقاسم التجربة في مجال تطوير التعلمات ضمن مشروع الارتقاء بالتربية بإنصاف وجودة ""PEEQ، الذي يندرج في إطار اتفاقية الشراكة الموقعة بين الوزارة والوكالة اليابانية للتعاون الدولي"JICA".
وقد أثمرت هذه الزيارة تجاوبا كبيرا بين الطرفين، سواء من حيث الرغبة في التعاون، أو العزم على الدفع بمستوى تبادل الخبرات في المجال التعليمي.
وفي كلمة ترحيبية بالوفد الإثيوبي، أشاد السيد يوسف بلقاسمي الكاتب العام للوزارة، بمستوى التعاون المغربي الياباني في مجال التربية، منوها بالنتائج الهامة التي تم الوصول إليها في إطار الشراكة الناجحة مع الوكالة اليابانية للتعاون الدولي، مبديا استعداد الوزارة التام للتعاون مع الوفد الأثيوبي، ووضع كافة المعطيات الوثائقية رهن إشارته تفعيلا للتوجيهات الملكية الهادفة إلى تعزيز التعاون جنوب ـ جنوب، ومشيرا في نفس الوقت، إلى أن الوزارة انطلقت في تنزيل مشروع الارتقاء بالتربية بإنصاف وجودة من مرحلة النمذجة إلى مرحلة التعميم.
وثمن السيد عبد الحق الحياني، مدير الاستراتيجية والاحصاء والتخطيط ، من جانبه، أهداف هذا المشروع التربوي الواعد، الذي ينسجم مع أهداف الرؤية الاستراتيجية 2015 ـ 2030، خصوصا في المجال الثاني الذي يهتم بالارتقاء بجودة التربية والتكوين، كما قدم عدة توضيحات بخصوص مشروع التربية بإنصاف وجودة، وهو المشروع الذي يهتم بمجريات العمل الصفي بالقسم، والعمل التشخيصي للتعلمات المنطلق من رصد الخطأ للوصول إلى تحسين ملحوظ في تعلمات التلاميذ، خاصة جانب التقويم التشخيصي الذي يتم إنجازه بمؤسسات التجريب عند بداية كل سنة دراسية.
كما أشار السيد المدير، أنه تم اعتماد منهجية للتنزيل عبر تشكيل لجن مشتركة، والاشتغال على كل المؤسسات المعنية بالمشروع، بالإضافة إلى إعداد دليل للمدرسين يضم مختلف المراحل العملية، ودليل للتكوين من أجل ضمان الاستدامة لهذا المسار على صعيد الأقسام. كما تم الاشتغال في ثلاث أكاديميات بمعدل مديريتين إقليميتين عن كل أكاديمية وحوضين مدرسيين، مع التأسيس لمشروع المؤسسة الذي يتم إعداده بمقاربة تشاركية تراعي مراحل للإعداد والإنجاز، وسيتم العمل على تعميم مشروع الارتقاء بالتربية بإنصاف وجودة بالنظر للنجاح الذي تم تحقيقه في هذا الإطار .
من جهته عبر مساعد مدير الوكالة اليابانية للتعاون الدولي عن شكره وامتنانه لوزارة التربية الوطنية والتكوين المهني على مساهمتها في نجاح المشروع الذي تم تكييفه وفق الخصوصيات المغربية، كما أشاد بالاستقبال الحار الذي حظي به الوفد الاثيوبي.
وعبر رئيس الوفد الإثيوبي، السيد بیلایني تیفیرا، الذي يشغل مهمة مدير مركز تعليم الرياضيات والعلوم ، عن شكره لممثلي الوزارة على كل التوضيحات التي تم تقديمها للوفد المرافق له، كما تحدث عن مشروع بلاده المشترك مع الوكالة اليابانية، واصفا إياه بالناجح، مضيفا أن بلاده بصدد تعميق هذا المشروع بشكل أكبر.
وفي معرض حديثه عن النجاح في التعلمات، أشار إلى تبني مشروع يهتم بتقوية قدرات التكوين وتجويد تعليم الرياضيات لدى المتعلمين. كما ركز على مسألة التعلمات بالأقسام، ومشكل أنظمة منطقة الجنوب المتعلق بالإنصاف، كما عبر عن استعداد بلاده للتعاون من أجل رفع هذا التحدي، مبرزا تجربة دولة اثيوبيا في مجال التربية، ومشيرا إلى أن العمل قائم باستمرار على تطوير مستوى التعلمات بالقسم، رغم بعض الإكراهات، التي تحاول وزارته التغلب عليها من خلال دراسة تشخيصية بناء على الحاجيات التي تم اعتبارها منطلقا لإعداد دليل تكوين المدرسين، حيث اتضح بالملموس أن هناك فرق في المردودية بين المستفيدين من التكوين وبين غيرهم ممن لم يخضعوا له.
وأضاف نفس المتحدث أن المشروع لقي نجاحا كبيرا بأثيوبيا، لكن الحاجة لازالت قائمة لمجهودات إضافية تهم تطوير أدوات التقويم والمجزوءات والمقررات الدراسية والدلائل المرجعية، مستطردا أن تواجد الوفد الإثيوبي في المغرب هو من أجل التعرف أكثر على النظام التعليمي المغربي وتبادل التجارب التربوية بين البلدين.
وجوابا على بعض الاستفسارات التي قدمها أعضاء الوفد الأثيوبي، والتي انصبت في معظمها على طبيعة المنهاج المعتمد بالمغرب، وكذا الكتب والمقررات الدراسية ولغات التدريس والإطار العام للبرامج، أعطى ممثلو المديريات المركزية بالوزارة جملة من التوضيحات تخص المرحلة التجريبية للمشروع المندرج في إطار التعاون مع الوكالة اليابانية، مؤكدين على أن الهدف هو زرع الثقة والحس بالانتماء في نفوس المتعلمات والمتعلمين.
كما تم أيضا، بهذه المناسبة، التعريج على بعض جوانب التطور في نظامنا التعليمي، والتقويمات التربوية التي انجزت حول المنظومة التربوية، والحاجة إلى مزيد من العمل من أجل رفع مؤشرات التعلم بالمدرسة المغربية.
للإشارة، فقد كان للوفد الأثيوبي فرصة لتبادل الخبرات مع كل من السيد مدير التقويم والامتحانات والتوجيه، والسيد مدير المناهج، كما قام ضمن زيارته لأكاديمية جهة مراكش آسفي بزيارة المدرسة الابتدائية "ديران" بالمديرية الإقليمية لشيشاوة