نتائج الدراسة الدولية للتوجهات في الرياضيات والعلوم
السيد محمد الساسي: تحسن فعلي للأداء الوطني بالابتدائي والثانوي الإعدادي في مجالي العلوم و الرياضيات
نظمت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني يوم 29 نونبر2016 لقاء صحفيا مع وسائل الإعلام، خصص لتقديم نتائج التقويم الدولي في اختبارات الرياضيات والعلوم TIMSS (دورة2015)، وذلك تزامنا مع حدث إعلان الجمعية الدولية لتقويم الأداء التربوي IEA » « عن نتائج التقويم الدولي في اختبارات الرياضيات والعلوم.
وشكل اللقاء مناسبة سلط فيها السيد محمد الساسي مدير المركز الوطني للتقويم والامتحانات والتوجيه الضوء على هذه الدراسة التي تعنى برصد أداء المنظومة التربوية على المستوى الدولي في مجالي الرياضيات والعلوم بمستويي الرابع ابتدائي والثانية إعدادي مع تفسير أداء الدول المشاركة عبر ربطه بالعوامل ذات الصلة بالمناهج الوطنية المعتمدة في الرياضيات والعلوم وبالتلاميذ وخلفياتهم الأسرية وبالمدرسين وجانبياتهم المعرفية والمهنية وممارساتهم التدريسية وبالوسائل الديداكتيكية المستعملة، وكذا بخصوصيات الإطار المدرسي الذي تجرى فيه أنشطة التعلم، وذلك بغية تمكين الأنظمة التربوية من مرتكزات لوضع السياسات والخطط الهادفة إلى تطوير أداء التلاميذ في مجالي الرياضيات والعلوم كمعبر حتمي لولوج مجتمع المعرفة والتكنولوجيا الحديثة.
وأشار أن المغرب شارك في هذه الدراسة للمرة الخامسة على التوالي، منذ سنة1999، إلى جانب 56 دولة من أوروبا الغربية والشرقية ودول جنوب شرق آسيا وأمريكا الشمالية و9 دول عربية ودولتين من دول إفريقيا جنوب الصحراء، حيث مثل بلادنا تلاميذ من المستوى الرابع ابتدائي ب10400 تلميذ وتلميذة من المستوى الثاني من التعليم الثانوي الإعدادي ب13000، ضمن عينة تضم 582 ألف تلميذ وتلميذة برسم الموسم الدراسي 2015، كما شملت الدراسة 360 مدرسة ابتدائية و722 أستاذا وأستاذة لمادتي الرياضيات والنشاط العلمي بالسلك الابتدائي، وعلى مستوى الثانوي الإعدادي فقد تم اعتماد عينة للمؤسسات الإعدادية بلغ حجمها 361 إعدادية وشارك عن هذا السلك ما يناهز1038 أستاذة وأستاذ.
وكشف السيد الساسي، خلال هذا اللقاء، عن تحسن مستوى التلاميذ المغاربة في الرياضيات والعلوم على المستوى الدولي، وأبرز في هذا الصدد، أن أداء التلاميذ المغاربة يفوق معدل الأداء المتقدم المحدد ب625 نقطة، بحيث بلغت أعلى نقطة فردية للتلاميذ المغاربة في مجال الرياضيات في المستوى الرابع ابتدائي 679.40 نقطة،
وفي المجال نفسه بلغت أعلى نقطة فردية للتلاميذ المغاربة في مستوى الثانية إعدادي 667.36 نقطة، أي أعلى بكثير من نقطة معدل الأداء المتقدم دوليا كأرقى مستوى مطلوب. وأشار كذلك، في معرض استعراضه لهذه النتائج أن التلاميذ المغاربة حصلوا على النقاط نفسها في مجال العلوم، حيث بلغت أعلى نقطة في مجال العلوم في مستوى الرابع ابتدائي 768.11 نقطة، في حين فاقت أعلى نقطة حصل عليها تلاميذ الثانية إعدادي 675 نقطة.
وقال السيد الساسي إن نتائج الدراسة كشفت عن ولوج التلاميذ المغاربة لمستوى الأداء المتقدم لأول مرة في تاريخ المشاركة المغربية في هذه الدراسة، معلنا في هذا السياق عن انتقال المعدل الوطني العام في الرياضيات بالابتدائي من 334 إلى 377 نقطة، أي بزيادة وصلت 43 نقطة، وهو أعلى فارق إيجابي سجل لدى الدول المشاركة التي عرف أداؤها تحسنا في هذه الدورة، وبالنسبة للإعدادي فقد انتقل المعدل الوطني العام في الرياضيات من 371 إلى 384 نقطة بزيادة 13 نقطة، وهو نفس المنحى تم تسجيله بالنسبة للأداء في العلوم، حيث انتقل المعدل الوطني في الابتدائي من 264 إلى 352 بزيادة وازنة بلغت 88 نقطة وهو أعلى فارق إيجابي في العلوم تم تسجيله بالابتدائي لدى الدول المشاركة. هذا، وقد تركزت معظم أسئلة الصحافيين حول تصنيف المغرب في هذه الدراسة وخلفيات المشاركة في هذه التقويمات، والمعايير المعتمدة في انتقاء التلاميذ للمشاركة فيها، ومدى إسهامها في الرفع من مستوى تدريس الرياضيات والعلوم في المغرب.
وفي معرض رده على بعض من هذه الأسئلة، أوضح السيد الساسي أن ترتيب المغرب في هذه الدراسة ليست لها أهمية جوهرية، وما يهم هو تحليل نتائج المغرب مقارنة مع نتائج الدول المتقدمة المشاركة، مشددا على أن وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني بمشاركتها في الدراسة الدولية للتوجهات في الرياضيات والعلوم قد تحلت بالجرأة، حيث ستمكن نتائج هذه الدراسة من رصد التقاطعات الحاصلة بين حالة التحصيل والمتغيرات المؤثرة والمفسرة لذلك التحصيل، مما سيوفر مداخل حقيقية من شأنها المساعدة على بلورة الإجراءات التصحيحية، منها ما هو مرتبط بالمدرسين والممارسات التدريسية وبالتلميذ ووسطه الاجتماعي والأسري، ومنها ما هو مرتبط بالمؤسسة ومحيطها وبنياتها ومواردها وأسلوب تدبيرها.
وبخصوص المعايير المعتمدة في انتقاء التلاميذ للمشاركة في هذه الدراسة فهي تتم، حسب السيد الساسي، بناء على المعايير الدولية المحددة لها، وباستحضار الانشغالات الوطنية في مجال التربية، وفي هذا الصدد، يقول السيد الساسي، تم اعتماد صنف عينة تراتبية عشوائية تأخذ بعين الاعتبار متغيري الوسط (حضري/قروي) وصنف التعليم (عمومي/ خصوصي)، ولتمكين الجهات من الحصول على النتائج الخاصة بها حرصت الوزارة على اختيار عينة تمثيلية لكل جهة من الجهات الأثنتى عشر لتمكينها من معطيات علمية دقيقة لوضع مخططات جهوية لتحسين تعليم وتعلم الرياضيات والعلوم.
وخلص، إلى أن من شأن التحليل الدقيق لنتائج التقييمات أن يمكن من وضع المتغيرات على سلم الأولوية، وبالتالي توفير سند لوضع خطط عملية على المستوى الجهوي والإقليمي والمحلي لتحسين التحصيل الدراسي وتجويده، ومن وضع سياسات تربوية تمكن من تطوير تدريس الرياضيات والعلوم على مستوى المناهج والبرامج وطرق التدريس وتأهيل المدرسين وظروف التدريس والوسائط الديداكتيكية.
- تحميل التقرير